Page 75 - web
P. 75

‫‪438‬‬           ‫قامت المديرية‬                              ‫مـن طـرف المجرمين والإرهابيين‪ .‬وقـد شـملت‬          ‫للهجرة السرية دون إدراك لحقيقة مخططاتهم‬
        ‫العامة للأمن الوطني‬                              ‫هـذه المراجعـة التقنيـة ك ًل مـن سـندات الإقامـة‬   ‫الإرهابية‪ ،‬فض ًل على أن هامش التحرك لحاملي‬
          ‫بالمملكة المغربية‬                              ‫وبطاقـات التسـجيل الخاصـة بالأجانـب المقيمين‪،‬‬      ‫هـذه المشـاريع التخريبيـة يكـون واسـ ًعا ومترامـي‬
       ‫بإطلاق النسخة الثانية‬                             ‫ورخـص حمـل الأسـلحة غري الظاهـرة‪ ،‬ورخـص‬            ‫الأطـراف على امتـداد المناطـق المتاخمـة لمسـارات‬
        ‫من البطاقة الوطنية‬                               ‫اسـتغلال المتفجرات لأغراض مهنية‪ ،‬وهو نفسـه‬
     ‫محتوية على عناصر أمان‬                               ‫التوجه الذي سارت عليه وزارة الداخلية المغربية‬                                        ‫الهجـرة‪.‬‬
      ‫مادية وبصرية متطورة‬                                ‫فيمـا يتعلـق باعتمـاد جـواز السـفر البيومتري‪.‬‬      ‫ووع ًيـا منهـا بمخاطـر هـذه التهديـدات المسـتجدة‬
                                                         ‫وتوطي ًدا لآليات المراقبة الحدودية لمنع أي تسلل‬    ‫الناشـئة عـن ارتبـاط الظاهـرة الإرهابيـة وتقاطعهـا‬
           ‫تحول دون تزويرها‬                              ‫محتمـل للإرهابيين أو المقاتلين العائديـن مـن بـؤر‬  ‫مـع شـبكات التزويـر والهجـرة غري الشـرعية‪،‬‬
                                                         ‫التوتـر عبر المنافـذ الحدوديـة الوطنيـة باسـتعمال‬  ‫بـادرت العديـد مـن دول العالـم بالرفـع مـن‬
     ‫« فتـوى الاحتطـاب»‪ ..‬أو عندمـا يراهـن الإرهـاب‬      ‫وثائـق سـفر مـزورة أو بالاسـتعانة بخدمـات‬          ‫معايري الأمـان في الوثائـق التعريفيـة وسـندات‬
                             ‫على إشـاعة الإجـرام‬         ‫شـبكات الهجـرة غري النظاميـة‪ ،‬قامـت المديريـة‬      ‫السـفر‪ ،‬لجعلهـا عصيـة على التزويـر وصعبـة‬
                                                         ‫العامـة للأمـن الوطنـي بربـط مراكـز الحـدود‬        ‫التزييـف‪ ،‬ومنـع التنظيمـات الإرهابيـة مـن‬
     ‫في صيـف سـنة ‪ ،2017‬تل ّمـس التنظيـم الإرهابـي‬       ‫بقواعـد بيانـات منظمـة الإنتربـول وقاعـدة‬          ‫إمكانيـة إسـاءة اسـتخدام هويـة الغري في ارتـكاب‬
     ‫الإرهاصـات والملامـح الأوليـة لبدايـة أفولـه‬        ‫المعطيـات الاسـمية الخاصـة بالأشـخاص المبحـوث‬      ‫أعمـال إرهابيـة أو السـفر والعبـور بواسـطتها‬
     ‫وانحسـاره‪ ،‬خصو ًصـا بعدمـا أدرك تراجـع‬              ‫عنهـم‪ ،‬كمـا تـم تعميـم نظـام التدبري المعلومـاتي‬   ‫عبر المنافـذ الحدوديـة‪ .‬كمـا سـارعت العديـد‬
     ‫نفـوذه الميـداني في السـاحة السـورية العراقيـة‪،‬‬     ‫للمراكـز الحدوديـة البريـة والبحريـة والجويـة‪.‬‬     ‫مـن هـذه الـدول إلى مراجعـة قوانين الهجـرة‬
     ‫وتعاضـد التحالـف الـدولي ضـد مخططاتـه‬               ‫ويـروم هـذا البرنامـج المتطـور الرفـع مـن مسـتوى‬   ‫والإقامة فوق إقليمها وملاءمتها مع الاتفاقيات‬
     ‫ومشـاريعه الإرهابيـة‪ .‬ولضمـان اسـتمرار مخاطـر‬       ‫المراقبـة الأمنيـة بالمعابـر الحدوديـة‪ ،‬وضمـان‬     ‫والصكـوك الدوليـة ذات الصلـة‪ ،‬مسـتحضرة في‬
     ‫هـذا التنظيـم‪ ،‬رغـم تشـرذم هياكلـه‪ ،‬فقـد‬            ‫انسـيابية توافـد المسـافرين عبر هـذه المعابـر‪،‬‬     ‫ذلـك التحديـات الكبرية التـي تطرحهـا ارتباطـات‬
     ‫أصـدر وقتهـا (فتـوى تحريضيـة) تحـت مسـمى‬            ‫فضل ًا عـن تسـهيل عمليـة مراقبـة وثائـق السـفر‬     ‫الهجـرة غري النظاميـة بمخاطـر التهديـد الإرهابـي‪.‬‬
     ‫«مشـروعية جهـاد الاحتطـاب»‪ .‬ولإحاطـة القـارئ‬        ‫البيومتريـة مـن الأجيـال الجديـدة واسـتنباط‬        ‫وكأمثلـة على المقاربـة الوقائيـة الراميـة لتحصين‬
     ‫بماهيـة هـذه الفتـوى وبتحدياتهـا الأمنيـة‪ ،‬لا بـد‬   ‫ومعالجـة المعطيـات التعريفيـة المدمجـة فيهـا‪،‬‬      ‫الوثائـق التعريفيـة الشـخصية لقطـع الصلـة‬
     ‫مـن إثـارة التسـاؤلات التاليـة‪ :‬مـا المقصـود أو ًل‬  ‫فضل ًا عـن تخزيـن وسـهولة استرداد المعطيـات‬        ‫بين الإجـرام المنظـم والتهديـد الإرهابـي‪ ،‬قامـت‬
                                                         ‫المتعلقة بعمليات العبور بهذه المراكز الحدودية‪.‬‬     ‫المديريـة العامـة للأمـن الوطنـي (جهـاز الأمـن‬
                                                                                                            ‫العـام) بالمملكـة المغربيـة بإطلاق النسـخة الثانيـة‬
                                                                                                            ‫مـن البطاقـة الوطنيـة للتعريـف الإلكتروني في‬
                                                                                                            ‫شـهر غشـت (أغسـطس) ‪ .2020‬وتتوافـر هـذه‬
                                                                                                            ‫البطاقـة البيومتريـة الجديـدة على عناصـر أمـان‬
                                                                                                            ‫ماديـة وبصريـة متطـورة تحـول دون تزويرهـا‪،‬‬
                                                                                                            ‫كمـا تؤمـن لصاحبهـا حمايـة متناهيـة‪ ،‬بشـكل لا‬
                                                                                                            ‫يسـتطيع معـه أي شـخص آخـر القيـام بمعاملـة‬
                                                                                                            ‫باسـمه حتـى وإن كان يتوافـر على بطاقتـه‪ ،‬نظـ ًرا‬
                                                                                                            ‫لكـون هـذه البطاقـة الجديـدة تتوافـر على قـن‬

                                                                                                                         ‫سـري خـاص حصريـا بحاملهـا؟‬
                                                                                                            ‫وحـول موضـوع أمـن الوثائـق والمسـتندات‪،‬‬
                                                                                                            ‫أطلقـت المديريـة العامـة للأمـن الوطنـي بالمملكـة‬
                                                                                                            ‫المغربيـة ور ًشـا مندمجـة لتأمين كل الوثائـق‬
                                                                                                            ‫الإداريـة التـي توفرهـا للمواطنين والمقيمين‪ ،‬بمـا‬
                                                                                                            ‫يضمـن تفـادي تزويرهـا أو إسـاءة اسـتخدامها‬

     ‫‪75‬‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80